أخبار المؤسسة

Enterprise news

مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية نموذجا.. الحضور التنموي للمؤسسات الإنسانية في زمن كورونا

طالت مساعي المؤسسة الإنسانية أكثر من 620 ألف شخص حول العالم خلال 2020

التكلفة الإجمالية للمشاريع الخيرية خلال العام الفائت بلغت 47,5 مليون ريال

تبني العديد من البرامج التنموية ذات الأثر الاجتماعي والاقتصادي المستدام

جائحة كورونا اختبار حقيقي  لدور المؤسسات الخيرية في مساندة جهود المواجهة

 

يعتبر العام 2020  عاما استثنائيا بالنسبة للبشرية جمعاء، نتيجة انتشار فيروس كورونا، ذلك الوباء الذي وضع البشرية أمام تحديات استثنائية على المستوى الأخلاقي والإنساني فرض عليها صياغة خارطة أولوياتها في كافة الدول على اختلاف تصنيفها، النامية والمتقدمة منها على السواء، إذ أدرك الجميع أنه لا حدود للآثار الكارثية التي قد يخلفها الوباء العالمي خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي تطلب صيغة متقدمة على المستوى الإنساني كسلاح فعال لكسب المعركة في الحد من الآثار العميقة لتلك الجائحة، حيث لم تعد الحكومات فقط أحد أقطاب المواجهة، إنما كشفت عن الدور الهام  لمؤسسات ومنظمات العمل الخيري والإنساني في بناء منظومة مواجهة أكثر اتساعا.

وللوقوف أكثر على ذلك الدور ، شكّل التقرير السنوي الذي أصدرته مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية والممولة ذاتيا بالاعتماد على استثمارات عقارية وتدفقات نقدية ممنوحة من قبل معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني – العضو المؤسس، يتم تخصيص أرباحها لصالح العمل الخيري ، مرجعا موضوعيا للتعرف على الدور الحيوي الذي يضطلع به هذا النوع من المؤسسات في مساندة المجتمعات المحتاجة حول العالم ودعم الجهود الدولية لتأسيس حالة من الاستدامة على الصعيد التنموي في العديد من الدول الفقيرة من خلال مشاريعها الصحية والتعليمية. إذ يقدم التقرير استعراضا شاملا لأنشطة المؤسسة على مدار العام 2020،  يمكن من خلاله التعرف على الأطر العامة لاستراتيجيات تلك المؤسسات ودورها الفاعل في الارتقاء بالمستوى المعاشي للعديد من شعوب العالم .

امتحان حقيقي

وحول أهمية هذا الدور يقول السيد  سعيد مذكر الهاجري الرئيس التنفيذي لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية: إن دور العمل الخيري والإنساني يتجلى بشكل أكثر وضوحا  خلال الأزمات والكوارث الإنسانية، ومما لا شك فيه أن العام 2020 كان شاهدا حياً على أهمية  هذا الدور . فقد شكل انتشار وباء كورونا “كوفيد- 19″ امتحانا حقيقيا ليس فقط على المستوى الحكومي وإنما اتسعت دائرة المسؤولية لتطال مؤسسات العمل الخيري والإنساني حول العالم، والتي أظهرت  بوضوح أهميتها في التخفيف من وطأة هكذا نوع من الحالات الإنسانية الطارئة.

وأضاف: إن حجم الكارثة واتساع رقعتها جغرافيا فرض علينا سرعة التحرك والتنسيق مع الجهات المختصة، بهدف توحيد الجهود وتحقيق الاستجابة الفاعلة لتلبية مختلف النداءات الإنسانية ومحاولة التخفيف من وطأة ذلك الوباء العالمي على الشعوب، ومن الطبيعي أن يحظى المجتمع المحلي داخل قطر بالتركيز والاستحواذ على النسبة الأكبر من مشاريعنا، وذلك من خلال دعم الجهود الحكومية في مواجهة الوباء.  وقد كان لنا بصمة واضحة إلى جانب المؤسسات الخيرية الأخرى العاملة في دولة قطر، حيث تنوعت مساهماتنا المحلية بدءا من تجهيز مركز للحجر الصحي وصولا إلى إنشاء خيمة طوارئ إسعافية،  كذلك شملت أنشطتنا المتنوعة على المستوى المحلي تقديم الدعم للعديد من المؤسسات والمنظمات المجتمعية المشاركة في جهود مكافحة كوفيد – 19 المستجد، في حين تمثلت جهودنا الخارجية  بمساندة الجهود الحكومية للعديد من الدول وأذكر منها  أوزباكستان والمملكة المغربية على سبيل المثال لا الحصر،  فقد تنوعت تلك المساعدات بين توزيع السلال الغذائية في العديد من المناطق الفقيرة لتلك الدول، و توفير المستلزمات الطبية التي تعزز من الاجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.

وأوضح السيد الهاجري، أن التكلفة الإجمالية للمشاريع الخيرية التي قامت المؤسسة بتنفيذها خلال العام الفائت بلغت 47,5 مليون ريال، طالت منافعها ما يقارب الـ 620,000 مستفيد في 28 دولة حول العالم، تركز أغلبها في قطاعي الصحة والتعليم كترجمة عملية لرؤية المؤسسة المتمثلة بـ”صحة وتعليم لحياة أفضل”.  مؤكدا حرص المؤسسة على تنويع مشاريعها ذات الأبعاد التنموية بهدف توسعة رقعة الشرائح المستفيدة وتكريس شروط الاستدامة .

الصحة والتعليم

الإطار العام الذي بيّنه التقرير  أكد تركيز مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية نحو قطاعي الصحة والتعليم اللذان يعدان  عماد العملية التنموية وأهم أركان استدامتها، حيث قدم التقرير خارطة شاملة لمجموعة المبادرات والمشاريع الريادية التي قامت بها المؤسسة داخليا وخارجيا، إذ نفذت المؤسسة خلال العام 2020 العديد من المشروعات في قطاع التعليم، تضمنت إنشاء مبانٍ مدرسية، ومراكز علمية وتقنية متخصصة، وتقديم مختلف أشكال الدعم للعملية التعليمية والثقافية.  وعلى مستوى دعم القطاع الصحي أشار التقرير السنوي للمؤسسة، إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت في الشأن الصحي داخل وخارج قطر، بهدف التخفيف من وطأة المرض على شريحة ذوي الدخل المحدود والمحتاجين، وتنفيذ مبادرات متنوعة في هذا الإطار على المستوى المحلي من خلال تقديم الدعم للمرضى المقيمين بمؤسسة حمد الطبية، وتوفير خدمات الرعاية المنزلية للمرضى من كبار السن على سبيل المثال ، أو من خلال دعم البرامج والمبادرات الصحية والتوعوية التي تعتمدها الجمعيات والمؤسسات الصحية العاملة في الدولة.

وعلى المستوى الدولي تواصل المؤسسة دعم جهود مركز الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني للرعاية الصحية الأولية بمخيم الأزرق في المملكة الأردنية الهاشمية، الذي قامت بتأسيسه بغرض تأمين الرعاية الطبية المجانية لألاف اللاجئين السوريين، كما تضمن التقرير  الإعلان عن بدء مركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة في قطاع غزة باستقبال المرضى ، ويعتبر هذا الصرح الطبي خطوة نوعية في مجال دعم ذوي الإعاقة وتمكينهم صحيا وثقافيا من المشاركة الفاعلة بمجتمعهم.  كذلك أشار إلى استمرار  أعمال المؤسسة بتجهيز مستشفى شريفة في المملكة المغربية والواقع بمدينة مراكش والذي سيستفيد من خدماته بمجرد دخوله الخدمة أكثر من 160 ألف شخص. كذلك بيّن التقرير أن نسبة الإنجاز بمستشفى الشيخ جاسم والمشيد في إقليم البنجاب بدولة الباكستان نحو 90%  ويحمل هذا المشروع الصحي ما يقارب الـ  200 فرصة عمل ويستفيد من خدماته أكثر من 150 ألف شخص.

المسؤولية المجتمعية

كذلك أوضح التقرير أن مبادرات المسؤولية المجتمعية وإن كانت لا تنفصل عن دعم القطاعين الأساس لمشاريع المؤسسة الصحية والتعليمية، إلا أنها تعتبر أكثر شمولية وتنوع، وذلك من خلال تقديم مختلف أشكال الدعم للمنظمات والجمعيات ذات النشاط المجتمعي والتي تهتم بذوي الإعاقة أو فئة كبار السن  وتقديم المعونات الموسمية والشهرية للعديد من الأسر المحتاجة، فضلا عن المساندة المستمرة للجمعيات العاملة في الشأن الصحي كالجمعية القطرية للسكري والجمعية القطرية للسرطان، والتي تدعم احتياجات المرضى من ذوي الدخل المحدود في الحصول على العلاج المناسب.  وغيرها من المبادرات والأنشطة التي تدعم تطلعات تلك الفئات في حياة مستقرة من شأنها أن تنعكس إيجابا على مختلف مناحي حياتهم.

هذه الإضاءة التي قدمها تقرير مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية تبين الدور الحيوي لتلك المؤسسات في دعم المجتمعات المحتاجة حول العالم والتخفيف من المعاناة الإنسانية من خلال تبني برامج تنموية نوعية ذات أثر اقتصادي واجتماعي مستدام .