الصحة- مشاريع خارجية

 مركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة بقطاع غزة بارقة أمل تضيء حياة ذوي الإعاقة

المركز ترجمة لرسالة مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية “صحة وتعليم لحياة أفضل”

يلبي احتياجات ذوي الإعاقة وخاصة مصابي الشلل الدماغي والإعاقات المتعددة

يوفر المركز خدمات التدريب المهني التي تساعد تلك الفئة على الاندماج بمحيطهم الاجتماعي

 

يجسد  مركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة في قطاع غزة والذي تم تشييده من قبل مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، الرسالة الإنسانية السامية التي تهدف المؤسسة إلى تكريسها من خلال ترك بصمة إنسانية  ترمي إلى تلبية احتياجات ومتطلبات فئة الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أعمارها وخاصة مصابي الشلل الدماغي والإعاقات المتعددة في مختلف المجالات التأهيلية والرعاية والخدمات الطبية المساندة والتربية الخاصة وفق أفضل الأنظمة الطبية والطرق التأهيلية الحديثة لتمكينهم من أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم ودعم تطلعاتهم لعيش حياة كريمة، فالخدمات النوعية الشاملة التي يقدمها المركز الذي تم إنشاءه بتمويل من معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني – العضو المؤسس، لا تقتصر على التدخلات العلاجية التقليدية وإنما تمتد لتشمل الجوانب التعليمية للحالات المختلفة من ذوي الإعاقة المتعددة والدائمة من خلال مدرسة سجى التابعة للمركز. وترى مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، من خلال القائمين عليها أن مركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة  بمثابة ترجمة عملية لرسالة المؤسسة المتمثلة بـ “صحة وتعليم لحياة أفضل”.

 

خدمات شاملة

يقدم مركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة، الخدمات التأهيلية بدءً من مرحلة الطفولة المبكرة وصولا إلى  مرحلة الاعتماد على النفس والتدريب على مهنة تساعده في الاندماج مع البيئة المحيطة والمجتمع المحلي وخلال هذه المرحلة يتلقى المستفيدون خدمات طبية مساندة تساعدهم في تطوير قدراتهم مثل ( العلاج الطبيعي _ العلاج الوظيفي _ علاج النطق ومشاكل الكلام)، إضافة إلى تعديل السلوك وإرشاد الأسرة حول كيفية التعامل مع الطفل ومتابعة التمارين التي يتلقاها.

وهذا ماعبر عنه أولياء أمور بعض المستفيدين الذين عبروا عن شكرهم العميق لمركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية، حول تكاملية وشمولية الخدمات المقدمة من خلال طاقم عمل مؤهل ومتخصص حيث قالت والدة الطفل”عدلي:” لم يكن ابني يستطيع المشي ونطقه غير مفهوم فضلا عن عدم قدرته على الإمساك بالقلم إذ لم ينظم في السابق لأي مؤسسة تعليمية، ولكن بعد التحاقه في قسم الطفولة المبكرة التابع لمركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة، أصبح طفلي يستطيع الإمساك بالقلم والكتابة كما أن نطقه بات مفهوما أمكنه من التعبير عن ذاته وتلبية احتياجاته، وذلك بفضل الله أولا ثم فريق عمل المركز الذين بذلوا جهودا جبارة مع طفلي من خلال جلسات العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق كذلك أود التوجه بالشكر الخاص لمعلمته على جهدها معه، حيث أصبح الأن يستطيع القيام بالعمليات الحسابية التقليدية كالجمع والطرح وسيدرج في مدرسة سجى للتربية الخاصة خلال العام القادم.

 

خطط علاجية شاملة

من جانبها أوضحت أم الطفل “أحمد” المدرج في مدرسة سجى للتربية الخاصة التابعة للمركز بأن ابنها كان في المدارس الحكومية ولم يكن متمكنا من القراءة والكتابة وتعرض للتنمر الشديد من قبل الطلاب، وبعد إدراجه في المدرسة وتشخيص الحالة من قبل الاختصاصيين والمعلمة تم التعامل معه من خلال وضع مخطط علاجي متكامل شمل العلاج الطبيعي والمساندة التعليمية، وأحمد الآن أصبح في الصف الخامس قادرا على القراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية وإن شاء الله سيتسلم شهادة معتمدة من وزارة التربية والتعليم مع أصدقاءه نهاية العام، كما أشارت الوالدة أن الحياة الاجتماعية لابنها أصبحت أفضل من السابق وتلاشى لديه حاجز الخوف والخجل من الناس المحيطين به وذلك بسبب تشجيعه وزيادة ثقته بنفسه.

كما ألقى العديد من أولياء الأمور الضوء على حياة أطفالهم قبل الاستفادة من خدمات مركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة، حيث عبروا عن ذلك بالقول: كانوا مهمشين في البيئة المحيطة بهم ويتم الاستهزاء بقدراتهم، الأمر الذي حولهم لأشخاص عدوانيين فقد كانوا يقومون بضرب الأطفال من أقرانهم تفريغا عن غضبهم إلا أن التحاقهم بالمركز ضمن قسم التدريب المهني نظرا لأن أعمارهم تتراوح ما بين العشرون  والخامسة وعشرون عاما شكل نقطة تحول جوهرية في نمط حياتهم المجتمعية والعملية، فقد تم وضع خطة تأهيلية خاصة بهم، والتي شملت تهيئة البيئة المحيطة بهم والعمل معهم بدءا من جانب العناية الذاتية بأنفسهم ووصولا لتقديم الخدمات المساندة الخاصة بعلاج النطق والتربية الخاصة التي ستجعلهم أشخاصا قادرين على تعلم مهنة تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم وبفضل الله هناك العديد من الحالات تجاوزوا فترة العلاج والتأهيل وانضموا لفريق عمل المركز  ويعملون في  العديد من الأقسام تحت مسمى وظيفي”مراسل” وتحولوا لأشخاصا منتجين ومحبين يدعمون الأطفال ويلعبون معهم وتلاشى لديهم سلوك العنف والخجل.

 

حالات إنسانية

ومن الحالات التي يستضيفها المركز ويشرف على علاجها، أوضحت والدة الطفل “محمود” حالة طفلها قائلة: ابني يستفيد من خدمات المركز منذ سنتين، ولدى وصوله كان يعاني من عدم القدرة على المشي إلا أنه حاليا وبعد خضوعه لخطة علاجية شاملة يتمكن من السير وصعود الدرج والنزول  كذلك تم إدراجه في قسم الطفولة المبكرة بعد أن تحسن وضعه الصحي للتعلم وامتلاك القدرة على القراءة والكتابة وأتوجه بالشكر الجزيل لمركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة، المركز الوحيد الذي أفاد ولدي وحقق نتائج رائعة على مستوى علاج الحالة فضلا عن الكوادر المتخصصة الذين أبدوا تفهما مطلقا وبذلوا جهودا كبيرة ومتواصلة للوصول إلى النتيجة المميزة في حالة طفلي.

عبرت “هديل” البالغة من العمر 28 عاما والمقيمة في قسم  إيواء النساء الدائم بالمركز والتي تعاني من إعاقة حركية وتدني في القدرات العقلية وتتلقي خدمات العلاج الطبيعي، عن واقعها السابق والحالي بالقول: لقد كنت في السابق فتاة منعزلة لا يوجد لدي حياة اجتماعية حتى ضمن أسرتي وبعد التحاقي  بالمركز، وجدت الكثير ممن هم مثلي لديهم حب للحياة ومتفائلون حيث بدأت أشعر بأن إعاقتي شيئا طبيعيا وأتعامل معها بشكل إيجابي، فقد بدأت بتلقي العلاج الطبيعي والتربية الخاصة وأصبحت أتعلم وأعرف القراءة والكتابة ثم أدرجت بالتدريب المهني وتعلمت التطريز وصناعة مواد التنظيف، كما أنني قمت بتكوين صداقات وأصبح لدي عائلة جميلة افتقدهم إن غابوا عني، كذلك أخرج كل يوم من غرفتي واذهب لقسم التدريب المهني التابع للمركز مع صديقاتي ونتعلم مشغولات جديدة، سعيدة جدا وسط هذه العائلة الرائعة التي تمدني بالحب وتعلمني التفاؤل والحياة.

في حين أشار ” محمد” والمستفيد من خدمات الإيواء الدائم بالمركز ويبلغ من العمر 36 سنة، أنه في السابق كان يعمل في ورشة لصناعة الخيزران والتي تم إغلاقها، الأمر الذي تسبب له بصدمات نفسية وأصبح غير قادر على العمل نتيجة الظروف الصحية التي ألمت به ، يقول “محمد”: الحمدلله التحقت بمركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة، حيث أحاطني العاملين في المركز بالرعاية والاهتمام الكبيرين كما وفر  لي المركز الحياة الاجتماعية الصحية والمأوى، الأمر الذي منحني الأمل الذي افتقدته لفترة من الزمن والآن أنا أتعلم العديد من المهن اليدوية وأتمنى العودة إلى عملي السابق بعد أن أتم فترة التعافي.

تفاصيل المشروع

أسم المشروع
موقع المشروع
الجهة المستفيدة

صور من المشروع