شكّل معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي منذ افتتاح الرسمي في العام 2017 الذي أنشأته مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية بولاية ماهاراشترا في الهند بالتعاون مع مؤسسة كوكن للتنمية الاجتماعية، نقطة تحول نوعية لسكان مقاطعة كوكن التابعة للولاية بشكل عام، وساهمت في تغيير حياة الكثير من شباب المنطقة الملتحقين ببرامجه المهنية المختلفة والتي ساهمت بتأهيلهم على أيدي مدربين من ذوي الخبرة للالتحاق بسوق العمل، ليكونوا مؤثرين في الواقع الاقتصادي لأسرهم ومنطقتهم ككل، كما احتفل المعهد مؤخرا بتخريج دفعة من المهنيين في نهاية العام الدراسي 2020 – 2021 وقد عكست النتائج التي حققها طلبة تلك الدفعة حجم الجهود المبذولة من قبل الكوادر التدريسية والإدارية، لتمكين هؤلاء الشباب من أحداث التغييرات الإيجابية في واقعهم وواقع أسرهم والخروج من دائرة الحاجة والاستهلاك السلبي إلى دائرة الإنتاج ودعم طموحاتهم في حياة أفضل.

يوفر معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي تدريبا متقدما في العديد من المجالات الصناعية والتي تتمثل بالعديد من الاختصاصات التي تم تبنيها والإعداد لها بناء على احتياجات سوق العمل المحلي للولاية منها قسم الكهرباء والميكانيكا واللحام والسباكة وميكانيكا السفن وتشمل هذه الأقسام 12 وحدة فرعية بطاقة استيعابية بلغت 300 طالب سنوياً.

مبادرات تنموية

وحول حصاد المركز أكد السيد سعيد مذكر الهاجري الرئيس التنفيذي لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، أن الإنجاز الذي حققه معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي نتيجة طبيعية لاستراتيجية المؤسسة الموضوعية والعلمية في تنفيذ مشاريعها التنموية في العديد من دول العالم من خلال القيام بدراسة الجدوى والتقييم الميداني للأثر المتوقع للمشروع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، وذلك بالتعاون مع العديد من المؤسسات والهيئات العاملة في تلك الدول، ويعد المعهد الذي أنشأته مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية بولاية ماهاراشترا مثالا حيا على الأثر النوعي الذي يمكن أن تحدثه مبادرات المؤسسة في نمط حياة تلك المجتمعات الفقيرة، ورفع الواقع المعاشي لقاطنيها وخصوصا فئة الشباب من خلال تزويدهم بمختلف المهارات الفنية والتقنية في العديد من المجالات الصناعية التي تؤهلهم لإحداث كبير الأثر في سوق العمل والتخفيف من آثار البطالة السلبية على المجتمع ككل، وإعادة الأمل في نفوسهم بعيش حياة كريمة وهذا الشعار يعتبر ترجمة عملية لرؤية مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية “صحة وتعليم لحياة أفضل”.

وأضاف الهاجري، أن الاختصاصات التي يوفرها معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي والمعترف به من قبل المجلس الوطني للتدريب المهني ومديرية التعليم والتدريب المهني بولاية ماهاراشترا، تتصدر احتياجات سوق العمل ليس فقط على مستوى الولاية وإنما على مستوى جمهورية الهند حيث بات معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي أحد الروافد الداعمة للسوق المحلية للولاية بإنتاج كوادر على مستوى عالي من الكفاءة والمهنية سيشكلون حوامل النهضة الرئيسية لاقتصادهم المحلي ولعب دورا هاما في تحسين حياة الأسر في تلك المنطقة.

بيئة تعليمية مثالية

من جهته قال السيد حسن عبد الكريم شوغلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة “كوكن” للتنمية الاجتماعية : نشعر بالفخر في معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي وبموجة من الفرح الغامر ونحن نشهد شبابنا يحققون إنجازات مميزة في دراستهم حيث قطع المعهد شوطا كبيرا خلال فترة قصيرة، الأمر الذي يعكس الجهود المبذولة والمتواصلة للمعهد بهدف توفير بيئة تعليمية مثالية للطلاب.

وأضاف تم تأسيس المعهد لضمان التدفق المستمر للعمالة الماهرة والمؤهلة في مختلف المهن الصناعية التي تحتاجها الصناعة المحلية بهدف رفع الإنتاج الصناعي على المستوى الكمي والنوعي وذلك من خلال التدريب المهني عالي الكفاءة الذي سيساهم في الحد من البطالة بين الشباب وتزويدهم بمختلف الخبرات التقنية والصناعية.

كما أكد، أن المركز يلعب دورا حيويا في اقتصاد البلاد إذ يعمل على رفد السوق المحلي بالعمالة الماهرة، من خلال إتاحته التدريب المهني لمختلف المهن الهندسية والغير هندسية وذلك يتم في إطار مخطط تدريبي متكامل لإنتاج قوى عاملة مطلوبة تواكب احتياجات السوق، حيث تتم صياغة مناهج المهن المختلفة من قبل المدير العام للتدريب والتابع لوزارة تنمية المهارات وريادة الأعمال.

كوادر متمرسة

ساهمت انطلاقة معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي والذي بدأ عامه الدراسي 2018 – 2019 بتوفير تعليم متطور يسعى إلى بناء جيل من الحرفيين المهرة وجعلهم أكثر تنافسية من حيث إعداد كوادر متمرسة اجتازت أفضل تعليم حرفي يمكنهم من الانطلاق بمفردهم وبداية حياة عملية ناجحة بما يدعم القطاع الصناعي في الهند وعالم الأعمال ككل، فمنذ بداية انطلاق الدراسة في المعهد تم بذل الجهود لبناء منظومة تعليمية متطورة ذات جدوى مادية واقتصادية جيدة للمناطق الريفية في مقاطعة كوكن  وهذه الرؤية أنتجتها دراسة الجدوى، فالواقع الاقتصادي في الدول النامية يشير إلى الطلب الكبير على الفنيين المهرة لملئ الفراغ، وهذا مايسعى المعهد إلى بلورته من خلال جهوده المتنوعة وآلية عمله على مستوى الاختصاصات المختلفة، حيث أن 80% من فترة التدريب خلال سنوات الدراسة مخصصة للتدريب العملي، في حين يتم توزيع ماتبقى في مجالات التدريب النظري المرتبطة في تخصصات التجارة، والحساب، العلوم، الرسم الهندسي، مهارات التوظيف، والمكتبة، وأنشطة لاصفية متنوعة تساهم في إضفاء عنصر المتعة على العملية التعليمية والتي من شأنها أن تشكل حافزا لجهودهم الكبيرة.