يمثل الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني والذي يصادف 19 أغسطس من كل عام فرصة مثالية لاستعراض الدور الإنساني والمواقف النبيلة التي تبنتها دولة قطر على المستوى الحكومي والمؤسسي اتجاه المجتمعات المحتاجة حول العالم ممن واجهت أزمات إنسانية حادة. حيث قامت دولة قطر خلال السنوات الأخيرة الماضية بدور بارز في مساندة مختلف الجهود الدولية في التعاطي مع الكثير من المشاكل والأزمات الإنسانية الدولية، ممثلة بدعم الحكومة القطرية الرشيدة أو من خلال المؤسسات الخيرية القطرية للجهود الدولية لاحتواء الآثار الاقتصادية والاجتماعية لها وخصوصا تلك التي نتجت عن انتشار جائحة كورونا. ولاشك أن الدور الذي قامت به مؤسسات الدولة العاملة في هذا الشأن قدم نموذجا رياديا ومبتكرا في التعاطي مع تلك الأزمات الإنسانية حول العالم من خلال تأكيدها على ضرورة أن تتضمن مختلف مشروعاتها الإنسانية شروط الاستدامة ليكون لها الأثر الأكبر على المدى المتوسط والطويل.
وفي هذا الإطار قامت مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية منذ انطلاقتها عام 2001 وبتوجيهات معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني – العضو المؤسس، بالتأسيس لنهج مبتكر في حقل العمل الخيري والإنساني معتمدة على مواردها الذاتية وبدعم من معاليه، في ترجمة أهدافها بالاستناد إلى معياري الصحة والتعليم والذي يشكلان رؤية المؤسسة ” صحة وتعليم لحياة أفضل”، مما ساهم في بلورة نموذج متقدم لمعايير العمل الإنساني قادر ليس فقط على توفير حلول مؤقتة، وإنما يتمتع بمواصفات تنموية ذات أثر مستدام من شأنها أن ترتقي بالواقعي الحياتي للعديد من المجتمعات المحتاجة أو المتضررة حول العالم.
تمكين المجتمعات
وبهذه المناسبة عبر السيد سعيد مذكر الهاجري الرئيس التنفيذي لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية عن حرص المؤسسة إلى جعل الاحتفالية باليوم العالمي للعمل الإنساني بمثابة الدافع نحو بذل المزيد من الجهود الخيرية والإنسانية لمساندة تطلعات المجتمعات المحتاجة حول العالم في عيش حياة كريمة وقادرة على مواجهة المتطلبات اليومية المعيشية وتمكينها من صياغة سبل نهضتها. كما عبر الهاجري، عن فخره بالدور الذي تقوم به مختلف المؤسسات الخيرية في دولة قطر، تحت مضلة هيئة الأعمال الخيرية مهنئا الجميع بهذا اليوم الذي يوضح للعالم أجمع أن دولة قطر كانت ومازالت تمثل أحد أهم رموز العطاء والعمل الإنساني على الساحة الدولية.
وأكد الرئيس التنفيذي على الدور الإنساني البارز الذي قامت به مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية على المستويين المحلي والدولي من خلال تكريس نهجها التنموي بتنفيذ العديد من المشروعات الرائدة في مجالات الإسكان والصحة والتعليم بعدد من الدول في قارتي آسيا وإفريقيا، حيث بلغت القيمة الإجمالية للمشروعات على مدار الـ 20 عاما الماضية أي منذ نشأة المؤسسة أكثر من 540 مليون ريال واستفاد منها حوالي 13 مليون إنسان حول العالم.
واتصفت تلك المشاريع بالتنوع فقد بادرت المؤسسة إلى المشاركة في إنشاء قرى سكنية كاملة وأهمها مدينة الشيخ جاسم في سيرلانكا، كذلك وبناء المستشفيات والمراكز الصحية الأولية والمتخصصة كمراكز غسيل الكلى وتلك التي تعنى بتأهيل ورعاية ذوي الإعاقة، فضلا عن جهود مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية خلال جائحة كورونا على المستوى المحلي والدولي والتي بلغت تكلفتها 12,8 مليون ريال خلال العام 2020. وعلى المستوى التعليمي نفذت المؤسسة العديد من المدارس والمعاهد التعليمية ومراكز التدريب المهني والصناعي، لإيمان مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية أن المجتمعات الأكثر صحة والمتعلمة تكون قادرة على إنتاج نهضة مستدامة قابلة للارتقاء ومواكبة احتياجات العصر المتغيرة.
أثر مستدام
واستعرض السيد سعيد مذكر الهاجري عدد من المشاريع المؤثرة للمؤسسة وفي مقدمتها مركز حمد بن جاسم للرعاية التأهيلية المتكاملة في قطاع غزة ودخوله الخدمة خلال العام الماضي، الذي يعد مثالا حيا على نوعية المشروعات الصحية التي تنفذها المؤسسة، والقيمة المجتمعية الكبرى الناتجة عن خدماتها خصوصا أنها تركز على ذوي الإعاقة لتمكينهم مجتمعيا. كذلك مستشفى شريفة في مراكش بالمملكة المغربية، ومشتشفى الشيخ جاسم في باكستان. وعلى المستوى التعليمي بادرت المؤسسة إلى بناء المجمع التعليمي بمنطقة بهراري في مدينة جهانغ بإقليم البنجاب في باكستان، ويتكون المجمع من مدرستين إحداهما مخصصة للبنات والأخرى للبنين وستوفر المدرستان فرص التعليم لما يقارب 1200 طالب وطالبة . كذلك احتفت مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية خلال العام 2021 بتخريج أول دفعة من طلبة معهد حمد بن جاسم للتدريب الصناعي بولاية ماهاراشترا في الهند ودخولهم سوق العمل ضمن مناطقهم ومن أهداف هذا المشروع ضمان التدفق المستمر للعمالة الماهرة والمؤهلة في مختلف المهن الصناعية بهدف رفع الإنتاج الصناعي كماً ونوعاً والحد من البطالة بين الشباب. كما تواصل المؤسسة دعم أعمال مركز الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني للرعاية الصحية الأولية بمخيم الأزرق في المملكة الأردنية ويساهم هذا المركز بشكل كبير في التخفيف من وطأة النزوح على سكان المخيم من الإخوة السوريين على المستوى الصحي.